تعالي أكتب إليك بصدق، فلولاه ما قامت الدنيا ولا قام الجزاء في الآخرة، فمن أسس بنيانه على الصدق استقر ودام، ومن أقامه على شوائب وغبش، فما أسرع انهياره على صاحبه،نحن نبحث عن إنسانة تفهمني وأفهمها، إنسانة تقدر وتفرق بين الواقع والحياة وما نحن عليه وما يجب أن نكون فيه، فربما هي فتاة في مثل عمري سنًا، أو أكثر أو أقل، لكنها ربما تفوق عمرها بأعمار في رزانة العقل، وصفاء السريرة، وصدق الطوية، فجمعت بين اثنين، الشباب في السن، والنضج في الفكر.
فالمرء بحاجة إلى صدر حنون، وقلب ينبض بالمحبة، وشجرة مثمرة ليقطف من ثمارها السكينة والراحة، وليستظل تحت ظلها حين تلفحه حرارة الحياة، وعناء الكد والتعب، وقسوة الحل والترحال، فيؤوب إلى نهرها ليستقي منه الفكر الطيب والرأي السديد فلا يضل طريقه، فإن أصابه هم فالأوبة ملاذه يبتهل لمولاه في السحر، عله يرفع ما أصابه وألم به، فهي قوامه في الحياة، وحاديته إلى آخرته.
هل ترانا نلتقي أم أنها
كانت اللقيا على أرض السراب
ثم ولت وتلاشى ظلها
واستحالت ذكريات للعذاب
هكذا أسأل قلبي كلما
طالت الايام من بعد الغياب
فإذا طيفك يرنو حالما
وكأني في استماع للجواب

About my match/friends :

فأنتن يا نساء: فيكن من تبلغ درجة الملائكية وهن قليل، وبعضكن وهن كثير وكثير، تفقن الشيطان في تصوراته ورؤاه، فبعضهن قد تجعل من إنسان ما: زوجها، أخوها، أبوها، ابنها، إنسانًا التقته قدرًا؛ قديسًا في النهار وراهبًا في الليل، وآخريات يجعلن من بعض الرجال إنسانا يكره نفسه ويكره الناس، فيعاف الدنيا، وربما لضعفه الشديد يعاف الآخرة أيضًا، فلا يراه أحد إلا قال: هذا مبتلى بامرأة نغصت عليه دنيا وكدرت عليه الطريق إلى آخرته، فأصبح مهمومًا بهمٍ لصق به، وامرأة جلبت عليه ضيق الصدر، وسوء الخلق، وغم الدنيا، فلا هو يقدر على الفكاك منها. ماتت أمانينا على كف الأيام / وحكم القدر فارض علينا ميـوله نمشي ورى، والوقت يمشي لقدام / ضعنا وضيعـــنا كــلام نقـوله تعبيرنا ما ضمته رؤوس الأقلام / تكسرت كل الحـــروف بسـهوله وطيف السهر في نظرة العاطفة حام/ يرمي شباكه للعيون الخجوله نسهر وتسهـرنا مقادير الأعــوام/ ودروبنا متـفرقـة ومعزوله العمر ولى والبخت طاح ما قام/ الحـــظ وقــف والــيالي عجوله نصبح على هم ونمسي على أوهام/ وضيم الدهر بالدرب نوخ ذلوله بأحلام عشنا وافترقنا بالأحلام / نحلم ونحلم من زمـــان الطفوله